خلال دورة التلقيح الاصطناعي، غالباً ما يتم إعطاء المرضى صوراً للأجنة ودرجة التصنيف، والتي قد تبدو تقنية للغاية. الهدف من هذه المقالة هو توضيح بعض الألغاز المرتبطة بأنظمة تصنيف الأجنة وشرح كيفية عمل أنظمة التصنيف.

تصنيف الأجنة هي تقنية يستخدمها أخصائيو الخصوبة لتقييم جودة الأجنة التي يتم إنتاجها من خلال الإخصاب في المختبر (IVF) قبل نقلها إلى الرحم. تتضمن العملية فحص الأجنة تحت المجهر وتحديد الدرجات وفقاً لمعايير معينة، مثل عدد الخلايا وتساوي انقسام الخلايا ودرجة التفتت (عدد الخلايا الميتة أو المتدهورة). تساعد هذه الدرجات على اختيار الأجنة التي من المحتمل أن يتم زرعها بنجاح وتؤدي إلى الحمل.

الكيسة الأريمية هي مرحلة نمو الجنين التي تحدث بعد حوالي خمسة أيام من الإخصاب. في هذه المرحلة، يكون الجنين قد تطور إلى بنية تتكون من 200-300 خلية مقسمة إلى جزأين منفصلين:

1- كتلة الخلايا الداخلية التي ستتطور في النهاية إلى الجنين.

2- الطبقة الخارجية التي تسمى الأرومة الغذائية، والتي ستشكل جزءاً من المشيمة.

أيهما مهم لنوعية الجنين؟ كتلة الخلية الداخلية أم الأديم الطرفي؟

تُعد كل من كتلة الخلية الداخلية (ICM) والأديم التروفوكتودرومي (وأحياناً تُكتب الأديم الغاذية) مكونين مهمين للجنين في مرحلة الكيسة الأريمية ولكنهما يؤديان أدواراً أساسية مختلفة في النمو والانغراس.

1- كتلة الخلية الداخلية (ICM): تعتبر كتلة الخلية الداخلية (ICM) حيوية لأنها تتطور إلى الجنين نفسه. ولذلك ترتبط صحة الكتلة الداخلية للخلية الداخلية للجنين وقابليتها للحياة ارتباطاً مباشراً بتطور الجنين إلى جنين سليم. تعتبر جودة وحجم وتوزع الخلايا في الأديم المحيط بالجنين مؤشرات حاسمة تستخدم في تصنيف الأجنة للتنبؤ بإمكانية نجاح نمو الجنين.

2- الأديم المحيط بالجنين: تشكل الطبقة الخارجية من الأديم الأرومي الطبقة الخارجية من الكيسة الأريمية وهي مسؤولة عن الانغراس الأولي في جدار الرحم. كما أنها تتطور إلى المشيمة وغيرها من الهياكل الجنينية الداعمة الأخرى. يسهّل الأديم الأُرَيْمي تبادل العناصر الغذائية والفضلات بين الأم والجنين النامي وهو ضروري لنشوء الحمل والحفاظ عليه.

يمكن أن تختلف أهمية كل مكون في سياق التلقيح الاصطناعي وتصنيف الأجنة اعتماداً على أي جانب من جوانب الحمل التي يتم النظر فيها:

– نمو الجنين: يعتبر التلقيح الاصطناعي أكثر أهمية لأنه يصبح الجنين.

– للزرع والدعم الحملي: الأديم الظاهر أكثر أهمية لأنه يمكّن الجنين من الانغراس ومواصلة نموه عبر المشيمة.

وبالتالي فإن كلا الجزأين مهمان بنفس القدر لنجاح الحمل، لأن كل منهما يؤدي وظائف لا غنى عنها للحفاظ على حمل صحي. عادةً ما يأخذ تصنيف الأجنة في الاعتبار مظهر وصحة كل من الكيسة الأُرَيْميّة والأديم المتكامل والأديم المتراص لزيادة إمكانية نجاح عملية الانغراس ونمو الجنين.

غالباً ما يتم تفضيل الكيسات الأريمية (أجنة اليوم الخامس) للنقل في عمليات التلقيح الصناعي لأن لديها فرصة أفضل للزرع من الأجنة المنقولة في مراحل مبكرة من النمو. ويرجع هذا التفضيل جزئياً إلى عملية الانتقاء الطبيعي؛ فالأجنة التي تصل إلى مرحلة الكيسة الأريمية عادةً ما تكون أكثر قابلية للحياة وأكثر قوة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النقل في مرحلة الكيسة الأريمية يسمح بمزامنة أفضل مع جدار رحم المرأة مما يزيد من فرص نجاح الحمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× WhatsApp